النصراني الذي يتأمل في عقيدته يعيش في اضطرابات نفسية وقلق مستمر.
فإن أصول دينهم المحرف وشعائرهم التي لا يعرفون غيرها تقوم على التناقض.. والتناقض سمة بارزة في النصرانية نتيجة التحريف بالزيادة والنقص وإدخال واختراع أمور من عند أنفس المحرفين.

وقد قال الله تعالى عن القرآن الكريم : (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).

وقد شهد كبار قساوستهم على أنفسهم بالحيرة والقلق وتمكن حياة التناقضات منهم.. كيف يكون الله ثالث ثلاثة؟ وما حقيقة التثليث؟ ولماذا في معتقدهم عيسى ابن الله وثالث الثلاثة – رغم أن عندهم الثلاثة واحد وليسوا ثلاثة – لماذا يصلب؟ هل لم يجد سبيلا لمغفرة الخطيئة المزعومة إلا بأن يقتل ليفدي البشرية؟ وما ذنب البشرية بخطيئة آدم عليه السلام الذي تاب عليه ربه وهدى؟
وقد بينت هذه المسائل بتفصيل في حلقات ثلاث بعنوان : (مع قول الله تعالى “ولا الضالين”).
ولا تستغرب في دعوات كثير من النصارى في أوروبا عبر كنائس مشهورة بالتبرؤ من التثليث!!

وفي المقابل فإنهم يرون ويشاهدون المسلمين تنشرح صدورهم لدينهم، ويجتمعون في الصلوات الخمس، فيؤمنون خلف إمامهم بصوت مرتفع، يجتمعون في الحج والعمرة في بيت الله تعالى، وتنقل مشاهد اجتماعهم على عمل بعد عمل القنوات فتدخل مشاهد ومناظر الغبطة والاعتزاز بدين الإسلام أنديتهم وأماكن تجمعاتهم وبيوتهم وغرف نومهم..

فيزدادون حقدا وغلا وحسدا.. وهو ما بينه رب العالمين المعبود بحق سبحانه في قوله : (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ).
فيكتم بعضهم ذلك في نفسه، وينتحر بعضهم لأجل ما يجد من الضيق والحرج بسبب الضياع، ويتجه بعضهم للأذية وهي أنواع؛ منها المعلن ومنها غير المعلن، ومنها اللفظي ومنها اليدوي، ومنها الكيدي ومنها الغزو الحربي ومنها الغزو الفكري، ومنها مثل ما فعل الإرهابيون في نيو زيلاندا على نظر العالم كله في اعتراف واضح بتلك المعاناة المستمرة والقلق المزمن الذي أثمر ذلك التهور الإرهابي الغادر الذي يصف حالة بني جلدته ..

فاللهم لك الحمد على نعمة التوحيد والإيمان وأتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لك الحمد رضى نفسك وعدد خلقك وزتة عرشك ومداد كلماتك.

كتبه : عارف بن عوض الركابي