اختفاء عمداء الأسر وكبارها في حالات الطلاق

أن يتولى الكبار وعمداء الأسر شؤون الزواج في بدايته لهو أمر حسن مطلوب ، لكن أن يتنحوا ويصبحوا بلا أدوار في حالات نشوء الخلاف بين الزوجين لهو أمر مرفوض بل (معيب) جداً.

وفي المثل العربي المشهور : (يتولى حارَّها من يتولى قارَّها) أو (ولِّ حارَّها من تولى قارّها) ، ومعناها : يتولّى (حارها) أي الشدائد والمكروه من تولى (قارها) أي هنيئها وطيّبها ولذّاتها !!

فليس دور الكبار وعمداء الأسر يقتصر على الظهور والقيام بالواجب في لحظات (التعارف) أو (العقد) وأكل (الخبائز) و(الحلوى) و(المعجّنات) و(الفِشار) وإنما عليهم واجبات أخرى ، ومن أهمها وقوفهم مع الزوجين في ما يحصل بينهما من خلاف ومعالجته بخبرتهم وحكمتهم وعلمهم ووعيهم ومراعاتهم للمآلات ، وإغلاقهم أبواب شياطين الإنس والجن التي تفتح بين الزوجين في خلافاتهما ، فإن كثيراً من المظاهر المحزنة التي برزت في مجتمعنا مؤخراً في هذا الجانب – واكتظت بسببها ساحات المحاكم – من أهم أسبابها أن التصرفات في الغالب سواء من الزوج أم الزوجة أم من كليهما فيها مسالك (صبيانية) (متهوّرة) وتصرّفات (همجيّة) (طائشة) خالية من العمل بتوجيهات الشرع الكريم وليس فيها من الحكمة والعقل ومراعاة المآلات وحفظ حقوق الآخرين ومعرفة أقدارهم .. وفيها من الأنانية وحب الذات ما يقع بسببه الضرر على الأطفال ، وحيث يجب على الزوجين الصبر والتضحية والعفو والتحمل والتنازل لأجل الأطفال أصبحت ترى العكس إذ يتخذ الزوج أو الزوجة أو كلاهما يتخذان (أبناءهما) دروعاً بشرية يتحقق بها الانتقام من الطرف الآخر !!

ومن المؤكّد فإنه توجد أسباب أخرى لهذه الظاهرة ، ذكرتُ بعضها في سلسلة مقالات من ثلاث حلقات بعنوان : (معاً لنحافظ على بيوت الزوجية).

والكلام يطول في هذا الباب ، لكن هي صيحة نذير قد يكفي فيها التنبيه اليسير .. والله المستعان ،،،

كتبه : أ. د عارف بن عوض الركابي

RSS
Follow by Email
Share
alsancak escort
kartal escort
Kamagra
Mrcasino