بروفيسور عارف الركابي يكتب: هل يجوز إقامة صلاة الجمعة في البيوت ؟

إن هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وصحابته الكرام أداء صلاة الجمعة في المساجد ، والسعي إليها ، وعلى اختلاف الأحوال من كوارث وأمطار وأمراض وأوبئة وحروب وأسفار وغيرها لم يرد أن صلاة الجمعة تؤدى في البيوت والمساكن.. وكما أن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما ثبت بـــ (فعله) فإن (تركه) مع قيام المقتضي (سنة) كذلك وهو ما يعرف عند أهل العلم بـــ (السنة التركية) ولم يثبت أنه عليه الصلاة والسلام في أسفاره صلى بصحابته الجمعة ، وإن إقامة صلاة الجمعة في البيوت والمساكن من البدع المحدثة؛ فإن العبادات توقيفية.

ومن لا تقام الجمعة في بلده في المساجد التي كانت تقام فيها بسبب هذه (الجائحة) فليصلها ظهراً أربعاً مع أهل بيته.

وقد ثبت في مصنف ابن أبي شيبة – رحمه الله – بسند صحيح قول الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه : لا جمعة إلا في المسجد.

ومما يؤكد أن الجمعة لا تصلى في غير المساجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سافر مراراً، ولم ينقل عنه ولو مرة واحدة أنه صلى الجمعة في سفره.

قال ابن المنذرفي الأوسط : ومما يحتج به في إسقاط الجمعة عن المسافر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مرّ به في أسفاره جُمَعٌ لا محالة، فلم يبلغنا أنه جَمَّع وهو مسافر، بل قد ثبت عنه أنه صلى الظهر بعرفة وكان يوم الجمعة، فدلّ ذلك من فعله على أن لا جمعة على المسافر؛ لأنه المبين عن الله عز وجل معنى ما أراد بكتابه، فسقطت الجمعة عن المسافر استدلالاً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الإمام مالك – رحمه الله – في الموطأ : باب ما جاء في الإمام ينزل بقرية يوم الجمعة في السفر قال مالك إذا نزل الإمام بقرية تجب فيها الجمعة والإمام مسافر فخطب وجمع بهم فإن أهل تلك القرية وغيرهم يجمعون معه قال مالك وإن جمع الإمام وهو مسافر بقرية لا تجب فيها الجمعة فلا جمعة له ولا لأهل تلك القرية ولا لمن جمع معهم من غيرهم وليتمم أهل تلك القرية وغيرهم ممن ليس بمسافر الصلاة قال مالك ولا جمعة على مسافر.

قال ابن عبد البر في الاستذكار : وأما قوله : (ليس على مسافر جمعة) فإجماع لا خلاف فيه.
فليسعك أيها الحريص على طاعة الله ما ثبت في هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما سار عليه المسلمون من بعده اقتداء به ولا تحملنك عاطفة لم ترشّد بالعلم على الإحداث في دين الله تعالى فإن : (شر الأمور محدثاتها).
وأسأل الله تعالى أن يعجل بالفرج من عنده فإنه على كل شيء قدير.

كتبه : أ.د عارف بن عوض الركابي

RSS
Follow by Email
Share
alsancak escort
kartal escort
Kamagra
Mrcasino