السودان: بروفيسور عارف عوض الركابي يكتب: حق وطنك المسلم عليك

بروفيسور عارف عوض الركابي

ما أجمل الحديث عن الوطن وعن حبه وعن الوفاء له ، وحب الوطن المسلم وردت فيه نصوص شرعية ، وافقت الفطرة السوية ، وفي القرآن الكريم بيان بأن من أشق الأمور على الإنسان ومن أشد ما يبتلى به أن يخرج من وطنه وبلده ، قال الله تعالى : (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ..) ، ولطالما ضعف الانتماء للوطن المسلم وقلّ الوفاء له من قبل بعض أبنائه ، ولطالما تنكر كثير من الناس لوطنهم المسلم كان من المناسب التذكير بهذا الجانب المهم ، خاصة وبلادنا تمر بأيام فيها من الابتلاء والمحن ما نراه ونشاهده ، فأقول موجزاً تذكيري ما يلي :

*إن الفضل لله سبحانه وتعالى ، والولاء لله سبحانه وتعالى ، والبراء من أجله ، ثم يأتي بعد ذلك ولاءات وانتماءات متفرعة من هذا الانتماء ، يأتي في مقدمتها الانتماء للبلد الإسلامي مكان النشأة ، ومحل التعليم ، وروضة العبادة ، ومجمع الأهل والأحبة.

*إن ارتباط الإنسان بوطنه ، وحبه له ، دلالة وفاء ، وصدق تعامل ، وصلاح طوية ، فالوطن هو النعمة الكبيرة القريبة للإنسان ، كرامته من كرامته ، وعزته من عزته ، به يعرف الإنسان وإليه ينسب ، ومن ذا الذي يستطيع أن يحيا حياة هانئة بلا وطن ، ويكفي أن تجرح كرامة شخص أن تعيره بأنه لا وطن له .

*إن الوطن الذي تهفو إليه القلوب وتتعلق به النفوس له حقوق على أهله ، حيث الولادة فيه والمنشأ في ربوعه ، والتقلب في خيراته التي تفضل بها الله تعالى عليه ، أعظمها نعمة الإسلام والإيمان ، فيه مساجدنا ، وأهلنا ، كنا فيه صغارًا لا حول لنا ولا قوة ، تعلمنا في رحابه أمور ديننا ودنيانا ، فتيسرت لنا عبادة ربنا آمنين ، وأصبحنا قادرين على الحياة المستقرة هانئين .

*إن الواجب علينا كما أخذنا من الوطن أن نعطيه ، وما أخذناه في الطفولة ، وما تلاها هو دين يقضى يوم الرجولة ، ويخطىء من يتعامل مع وطنه أخذًا بلا عطاء ،ودينًا بلا وفاء ، وتلك الحقوق كثيرة وعظيمة ، لا يقوم بها إلا الموفقون العظماء الأوفياء.

✍ عارف عوض الركابي

RSS
Follow by Email
Share
alsancak escort
kartal escort
Kamagra
Mrcasino