نصيحة ، ومقاصد ، وأحكام

نصيحة مشفق عليك
أخي الحبيب.. لا تعرض نفسك للقتل أو الاعتقال أو لغير ذلك مما يسوءك بالمشاركة في المظاهرات.
الزم بيتك كما لزم الملايين بيوتهم.. وكما لزم حتى أبناء المحرضين ومن يزينون لك الخروج في المظاهرات..
في المظاهرات هرج ومرج واختلاط حابل بنابل ووجود قناصات.. والمظاهرات ليست من الأساليب الشرعية في إصلاح الأحوال أو تغييرها للأحسن..
فاصبر ثم اصبر ثم اصبر كما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وادع الله بأن يجنب البلاد والعباد الخراب والدمار.
كل من أعلمهم من أهلي وقرابتي وأصدقائي وجيراني يغلقون أبواب بيوتهم على أبنائهم إغلاقا محكما في الأيام التي يعلن فيها وجود مظاهرات خوفا على أبنائهم.. ويكررون لهم التحذير والتنبيه بسبب وبدون سبب حفاظا عليهم.. فلا تكن كبش فداء فتستجيب لمن يحرضونك على المشاركة في هذه الأعمال..
أرءيت كيف يصورون القتيل والجريح أو المقبوض عليه ويستثمرون ذلك لمزيد تأجيج وتهييج؟! ثم ماذا تكون النتيجة لهذا الثمن الغالي..؟!
استجب لأمر ربك الذي أمرك بأن تحفظ نفسك ولا تعرضها للهلاك (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)..
ولم يكن في يوم ما في تأريخ هذه الأمة أن هذه التضحية وتعريض النفس للهلاك بالخروج على الحاكم من أسباب التغيير إلى الأحسن بل العكس فإن أحداث الخروج أنتجت الدمار وأثمرت الخراب وهذا مدون بتفصيل في التأريخ القريب والبعيد..
ولو تتبعت ثمار الثلاثة الأسابيع التي مضت لوجدتها قتلا وسجنا ودمارا وخرابا وإهلاكا للحرث والنسل وإتلافا لممتلكات عامة وخاصة وفسادا في الأرض..
حافظ على نفسك أخي الموفق وعلى بلدك ولا تتسبب في شر وأذى خاص أو عام..ولا تأتي بفجيعة لأهلك ومحبيك.
حفظك الله ورعاك وجعل عاقبة أمرنا وأمر بلادنا خيرا عاجلا وآجلا..
مقاصد شرعية
المقاصد الشرعية من أمر الرعية بالصبر على حكامهم وإن جاروا وإن ظلموا وإن استأثروا هي لحفظ دماء الرعية وحماية أنفسهم فإن عدم الصبر والخروج على الحكام يتسبب في إراقة الدماء وذهاب الأمن وانتشار الفوضى..
وقد جاءت الأحداث في القديم والحديث تؤكد هذا الأمر وتوضح بالبيان العملي ما راعته الشريعة من مقاصد في هذا الجانب..
فأن المفسدة الدنيا تتحمل دفعا للمفسدة العظمى.. وهذه قاعدة شرعية متفق عليها بين جميع المذاهب ولا يخالف عليها عاقل.
ولك أن تعجب ممن يقدح في هذا التشريع ويعتبره من إقرار الحكام على خطئهم أو تزيين أعمالهم المخالفة..
فلتكف أيها الخائف على نجاة نفسه من الطعن في شريعة الله فإن الذي أمرك بالصبر وعدم الخروج إلا بشروط معينة هو الذي أمرك بالصلاة والصوم والزكاة والحج.. وغيرها من الأحكام..
المسجد في الإسلام له أحكامه
أحكام في الدخول وأحكام في المكث وأحكام في الخروج، وخصت خطبة الجمعة بأحكام..كما خص الوقت بعد الأذان داخل المسجد بأحكام..
ومن الجديد في مجتمعنا أن يخرج بعض الناس أثناء خطبة الجمعة من المسجد لأن الخطيب أمر الناس بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الصبر وعدم الخروج على الحاكم والبعد عن مسالك الفوضى والمظاهرات والاكتفاء بالأساليب الشرعية..
هذا الفعل وهو الخروج من المسجد يوم الجمعة أثناء الخطبة لأن كلام الخطيب لم يكن وفق ما يشتهيه هذا الخارج هو من الأفعال المنكرة وهو يسمى (الحرد) وهو أمر يفعل في البيوت في بعض المناسبات أو الزيارات، أما أن يصنع في المساجد بيوت الله وفي الشعائر والعبادات بهذه (الهمجية) فهو أمر في غاية الخطورة وفيه تجرؤ على الشعائر بمجرد (الجهل المركب).
ومن لم يصلح حال نفسه أنى له أن يسهم في صالح مجتمعه.
وربنا يصلح الحال..

RSS
Follow by Email
Share
alsancak escort
kartal escort
Kamagra
Mrcasino