تعدد الزوجات بين (هداية الإسلام) و (غواية الإعلام)..(2)

إن الرجال عرضة للحوادث التي قد تودي بحياتهم، لأنهم يعملون في المهن الشاقة، وهم جنود في المعارك، فاحتمال الوفاة في صفوفهم أكثر منه في صفوف النساء، وهذا من أسباب ارتفاع معدل العنوسة في صفوف النساء، والحل الوحيد للقضاء على هذه المشكلة هو التعدد.
4 ــ  إن المرأة تحيض كل شهر وإذا ولدت بقيت أربعين يوماً في دم النفاس فلا يستطيع الرجل جماع زوجته، لأن الجماع في الحيض أو النفاس محرم، وقد ثبت ضرره طبياً. فأُبيح التعدد عند القدرة على العدل.

5 ــ  التعدد ليس في دين الإسلام فقط بل كان معروفاً عند الأمم السابقة، وكان بعض الأنبياء متزوجاً بأكثر من امرأة، فهذا نبي الله سليمان كان له تسعون امرأة، وقد أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجال بعضهم كان متزوجاً بثماني نساء، وبعضهم بخمس فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإبقاء أربع نساء وطلاق البقية.
6 ــ  قد تكون الزوجة عقيمة أو لا تفي بحاجة الزوج أو لا يمكن معاشرتها لمرضها، والزوج يتطلع إلى الذرية وهو تطلع مشروع، فمن العدل والإنصاف والخير للزوجة نفسها أن ترضى بالبقاء زوجة، وأن يسمح للرجل بالزواج بأخرى.
7ــ  وقد تكون المرأة من أقارب الرجل ولا يوجد من يعولها، وهي غير متزوجة، أو أرملة مات زوجها، ويرى هذا الرجل أن من أحسن الإحسان لها أن يضمها إلى بيته زوجة مع زوجته الأولى أو زوجاته، فيجمع لها بين الإعفاف والإنفاق عليها، وهذا خير لها من تركها وحيدة ويكتفي بالإنفاق عليها.
8 ــ  هناك مصالح مشروعة تدعو إلى الأخذ بالتعدد: كالحاجة إلى توثيق روابط بين عائلتين، أو توثيق الروابط بين رئيس وبعض أفراد رعيته أو جماعته، ويرى أن مما يحقق هذا الغرض هو المصاهرة أي الزواج وإن ترتب عليه تعدد الزوجات.
والإسلام عندما أباح التعدد فإنه اشترط له شروطاً، فإذا توافرت الشروط فإنه ستتحقق المقاصد التي راعتها الشريعة الإسلامية عندما أباحت تعدد الزوجات، وتنتفي المفاسد المتوقعة من ذلك. والشروط هي: أولاً: العدل: لقوله تعالى: «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة»، وأفادت هذه الآية الكريمة أن العدل شرط لإباحة التعدد، فإذا خاف الرجل من عدم العدل بين زوجاته إذا تزوج أكثر من واحدة، كان محظوراً عليه الزواج بأكثر من واحدة. والمقصود بالعدل المطلوب من الرجل لإباحة التعدد له، هو التسوية بين زوجاته في النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون في مقدوره واستطاعته. وأما العدل في المحبة فغير مكلف به، ولا مطالب به لأنه لا يستطيع العدل في ذلك، وهذا هو معنى قوله تعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)
ثانياً: القدرة على الإنفاق على الزوجات: والدليل على هذا الشرط قوله تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله). فقد أمر الله تعالى في هذه الآية الكريمة من يقدر على النكاح ولا يجده بأي وجه تعذر أن يستعفف، ومن وجوه تعذر النكاح: من لا يجد ما ينكح به من مهر، ولا قدرة له على الإنفاق على زوجته. وهل من مقارنة بين تعدد الزوجات في الإسلام بهذه الشروط وبالحقوق والواجبات، وبكل ما يوجبه عقد الزواج ويثبته من حقوق للمرأة وبين تعدد «الصديقات» الذي أصبح سمة بارزة للحياة في الغرب؟! وهو قائم على سمع ونظر القانون، وهو تعدد قائم دون أي نظر أخلاقي أو شعور إنساني، فمن ينظر بعين الإنصاف ليتبين له أنه من الظلم عقد مقارنة في ذلك فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ومن يتأمل المقاصد الشرعية في الحكم الشرعي في إباحة تعدد الزوجات يدرك عِظَم هذه الشريعة العظيمة التي راعت تلك الجوانب وجاء حكمها متلائماً مع الفطرة وخلق الإنسان وواقع الحياة، وصدق الله تعالى القائل: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
وأختم بإعادة بعض ما ذكرته في الحلقة الماضية لتكتمل الرؤية لدى بعض من لم يطلع عليها: لقد أثّرت تلك البرامج وتلك المسلسلات في زعزعة القناعة بهذا الحكم الثابت في شريعة الإسلام ــ  ثبوت جبل أحد في أرض مهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة الطيبة، إذ تزعزع لدى كثيرين وكثيرات، وتنوعت أساليب الغواية الإعلامية لإظهار هذا التشريع الرباني وكأنه شرٌ مستطير وأذى كُبّار!! وتفنّنت تلك البرامج في عرض سلبيات هي من ممارسات أفراد وأغمضت الأعين عن الميزات والمصالح المعلومات!! وماذا سيكون الحال لو كان الحكم الشرعي يترك أو يزهّد فيه بناءً على تصرفّات أفراد أخطأوا في تطبيقه؟! وهو أمر يتضح به الهدف المقصود والغاية المنشودة التي عمل لأجلها هؤلاء.
والمؤسف أن بعض الخيّرين والخيّرات يحتكمون إلى عواطف مجردّة أو رغبات نفسٍ أمّارة بالسوء أو مجاملات لا يجرأون على الفكاك منها فيستجيبون لغوايات بعض وسائل الإعلام التي وافقت أهواء أنفسهم، فيتكلمون في حكم شرعي بعيداً عن حال المؤمنين الذين يستسلمون لأحكام الله تعالى الرب الخالق المعبود.
ومن منّا ينكر المآسي (الاجتماعية) التي تعيشها البيوت والأسر في القرى والحضر في واقعنا المعاصر؟! كم تعرف أنت أيها القارئ من بيوت امتلأت بالفتيات دون أن يتقدّم لهن أزواج؟! كم من الفتيات اللائي أصبحن يقلقن لفوات قطار الزواج؟! وكم من الفتيات المطلقات والأرامل دبَّ في أنفسهن اليأس من الظفر بزوج؟! وكم من رجل تمنّى أن يتزوّج امرأة أخرى وهو بحاجة إلى الزواج إلا أنه لم يستطع أن ينعم بما أباح وأحلّ الله له بسبب الحرب على التعدد من قبل كثيرين وكثيرات في المجتمع؟! وطامّة كبرى أن يلجأ بعضهم إلى الحرام وينتهك الأعراض بسبب ذلك.

RSS
Follow by Email
Share
alsancak escort
kartal escort
Kamagra
Mrcasino