شرطة أمن المجتمع صمّام الأمان

الحق الواضح

> من البدهيات التي يجب تأكيدها أن الحرية في الإسلام ليست مطلقة وإنما هي مقيدة ، ومحدّدة بالحدود الشرعية ، مقيّدة بالحلال والحرام ، بالتشريع الرباني ، بأحكام الشرع في الشريعة الخاتمة ، ولا يوجد حرية مطلقة في الدولة المسلمة ، وحرية المرء في البلد المسلم مطلقة في جوانب ومقيدة في جوانب ، كما أنها تقيّد بالأنظمة التي تنظمها الدولة المسلمة فيما ليس فيه معصية لله عز وجل. هذه القضية هي من الثوابت في الإسلام ، وهي ركيزة لا تتزعزع ولا تتحرك ، وعليه فإن من ينادي بحرية مطلقة ليمارس ما يريد ويفعل ما يشاء في ما يقول أو يفعل أو يشرب أو يلبس فإنه ينادي بأمر باطل ومنكر ويجب عليه أن يستحي من ذلك ، فإنه يعلم أن الدول الكافرة لها أنظمة وقيود تفرضها على شعوبها والمقيمين فيها.
> ومن المعلوم غير الخفي أن بلدنا السودان دولة مسلمة ، والمجتمع مسلم له خصوصياته ، وله انتسابه ، ونحمد الله أن شعبنا يتميّز بعاطفة دينية مشهودة ، ولذلك تجده يرفض الدعوات الشاذة والمنحرفة سواء من دعاة الفجور والتفلّت ودعاة تحرير المرأة أو من دعاة الغلو والتطرف والتكفير.
> من الطبيعي وجود حالات شذوذ في المجتمع ، ووجود حالات تفلّت هنا وهناك، ومن سنن الله الكونية صراع الخير والشر ، فلا يستغرب من مظاهر فوضوية ، وحالات انحراف مخجلة ، وبروز سلوك مشين بين حين وآخر ، فإن هذا أمر عادي ، فإن شياطين الإنس وشياطين الجن يؤز بعضهم بعضاً ، ويوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ونحمد الله أن مجتمعنا واع بقدر كبير، فإنه يرفض الفوضى التكفيرية ويرفض الفوضى الأخلاقية، وينبذ الإفراط والتفريط.
> شرطة أمن المجتمع بين يديها قانون مقر ومجاز وسار مفعوله، تسير عليه وتجتهد في تطبيقه ومجالات أعمالهم في اتجاهات عديدة (الدجل والشعوذة والسحر، الزار، الدعارة وتسويقها، المخدرات والخمور، التفلتات الأخلاقية وغيرها) فلهم منا ومن كل سوداني ومن كل مقيم في السودان كل التقدير والامتنان والشكر والعرفان، ولهم منا الدعاء بدوام التوفيق والحفظ والتأييد والنصرة في جهادهم الكبير المشهود، وفي جهودهم العظيمة المتواصلة والتي تبذل لحماية هذا المجتمع من أنواع كثيرة من الشرور والمخاطر التي لها من يروجها ويقف خلفها ويخطط لها ويريد بها إفساد دين ودنيا مجتمعنا الكريم.
> نعم واجبنا في هذا المجتمع تجاه هذه الإدارة (شرطة أمن المجتمع) الوفاء والاحترام والإجلال وهم بين كل حين وآخر يضبطون من سوّلت لهم أنفسهم العبث بالعقائد والأخلاق والأعراض والأموال، فإن الصحف تحمل بين أيام وأخرى أخبار أعمالهم المسدّدة والتي نرى أن فيها معونة من الله الحكم العدل القوي القادر القاهر، فتقرأ في سجل إنجازات هذه الإدارة أخبار القبض على السحرة والمشعوذين، وهذا الجانب من أكبر تحديات وهموم أولئك الرجال الذين يعطون هذه الإدارة بمهمتها الحساسة وقتهم وجهدهم وليلهم ونهارهم، وتقرأ في سجل إنجازات شرطة أمن المجتمع القبض على مروجي المخدرات والخمور الذين يرغبون ويعملون لدمار شبابنا وفتياتنا، وتقرأ في سجل هذه الإدارة الموفّقة التي هي (غرة) في جبين أهل السودان وهي صمام أمان لهذا المجتمع : القبض على دعاة الرذيلة وشبكات الإجرام و(الدعارة) والمتاجرة بالأعراض، وأخبار القبض على الفساق من المثليين وغيرهم.
> نشد من أزر هذه الإدارة ونهنئ أهل السودان جميعاً بهذه الإدارة التي هي واحدة من أهم صمامات الأمان في هذا المجتمع، بل أكبرها وأبرزها، وليهنأوا بفريق به ثلة طيبة كريمة من الضباط الأخيار والجنود العاملين معهم في هذه الإدارة بحكمة وديانة واقتدار – هكذا نحسبهم وهكذا سمعنا عنهم وهكذا رأيناهم والله سبحانه وتعالى حسيبهم – .
> يجب على مجتمعنا أن يدرك مكانة هذه الإدارة ودورها المهم في وقت يستهدف فيه مجتمعنا بما لا يخفى على كل ذي بصيرة، ويجب أن ندرك حقيقة أعمالهم ولأضرب مثالاً فإن مما علمته وأعجبني كثيراً المنهجية الحكيمة الراقية الرائعة التي تسير عليها هذه الإدارة خاصة في التعامل مع قضايا الأعراض، وعملهم فيها القائهم على مبدأ (الستر) في هذا الجانب الحسّاس الخطير، صيانة للأعراض، مع اجتهادهم مع المقبوض عليهم في قضايا الأخلاق والأعراض في النصح والتوجيه والتصحيح بالرفق واللين بمنهجية موفّقة ومسدّدة تتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية، وهذا عكس ما يشغّب به بعض الناس على هذه الإدارة، علماً أن المشغّبين عليهم هم (شواذ) في المجتمع، قلة قليلة !! مكشوفة !! بعضهم لا يعرف الحقيقة كما هي الحقيقة ولم يعرف الواقع من أهله، والبعض الآخر هم ممن وصفهم الله تعالى بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
> هذا الصوت (النشاز) الذي يشغّب في السابق على هذه الإدارة بين حين وآخر ليس له تأثير إلا في محيطه، وذلك لأن شعب السودان بات يعلم علم اليقين بما تحمله وسائل التواصل من أخبار القبض على المجرمين بات يحرص على هذه الإدارة وغيرها من الإدارات التي تجتهد وتبذل الغالي والنفيس حتى تحرس الفضيلة في بلاده وتحمي أهله ومجتمعه بتوفيق الله تعالى.
> أجرت بما – بلغني – صحيفة (التيار) قبل فترة استفتاء عن شرطة أمن المجتمع، وكانت نتيجة الاستبيان أن (95%) من المستهدفين  يؤيدون شرطة أمن المجتمع، وهذا مما يؤكد ما هو يقين لدينا.
> إن من أهم الواجبات الشرعية والوطنية والأمنية أن تتضافر الجهود وأن تتكاتف وأن يتعاون الجميع كل بما يستطيع مع هذه الإدارة وغيرها من الإدارات والأجهزة التي تقوم بأداء هذه المهام العظيمة، وهذا شرف عظيم يوفق الله تعالى له من يصطفي ويختار.
> وإن سير القضايا التي تثبت الإدانة فيها على المقبوض عليهم في هذه الإدارة في الطريق الصحيح هو من الضروريات حتى يكون تطبيق القانون على الجميع، فإن هذا من أعظم الواجبات الشرعية وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مبدأ العدالة بين الجميع والذي شعره: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها، وبتحقيق هذا المبدأ تحفظ للدولة هيبتها وللقانون هيبته ولهذه الإدارات مكانتها وليس من كبير على القانون.
وإذا كانت الأحداث الأخيرة قد أظهرت كثيراً من الثغرات في مجتمعنا فإن من أهم تلك الثغرات التفلت الأخلاقي الذي ظهر في الوسائط والذي منه سب الدين والتلفظ بسيء الألفاظ ومظاهر عدم احترام الكبار وذوي الفضل وأئمة وخطباء المساجد وغير ذلك مما ظهر فإن هذا وغيره يؤكد وجوب العناية بالتربية والتوجيه والعناية بالضبط واستخدام الوسائل المتنوعة فإن أناساً يكفيهم وعظ القرآن وآخرين لا يوقف أذاهم وسيء أخلاقهم إلى حسم السلطان، وهذا مما يؤكد أهمية هذه الإدارة وهي شرطة أمن المجتمع، ولمن يرى أن إضعاف هذه الإدارة أو غيرها يرضي عنا الغرب عموماً أو أمريكا خصوصاً فإني أقول له: إن هؤلاء لا يرضيهم إلا أن نترك ديننا ونكفر بالله تعالى ونعبد الصليب أو الأوثان قال تعالى: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) وقال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) .. ففي أي محطة سيكون التوقف لمن يريد إرضاءهم ؟!

RSS
Follow by Email
Share
alsancak escort
kartal escort
Kamagra
Mrcasino