الأم نحتفي بها في كل الأزمان

البروفيسور عارف عوض الركابي

الأم .. لا تغادر ذاكرتنا ولا فكرنا ولا بالنا يوماً واحداً، بل ولا ساعة واحدة ..

*فلا نزال نحمد الله في كل أوقاتنا أن أكرمنا الله بها وجعل فيها من الحب والحنان والشفقة علينا ما كان عوناً لها بعد الله، لتقوم بما قامت به تجاهنا ..

*ولا نزال في كل أوقاتنا ندرك أن حقها أكبر من أن يوفَّى ..

*ولا نزال في كل أيامنا نسأل الله أن يعفو عن تقصيرنا تجاهها ..

*ولا نزال ندرك مكانتها وفضلها ووصية الخالق بحقها وحق الأب وذكر حقهما بعد حقه جلَّ وعلا .. ولا نزال نذكر وصيته صلى الله عليه وسلم ببرها والإحسان إليها.

*هكذا يعيش المسلمون.. والأم لا تغادر صورتها أبناءها يوماً واحداً.. سواء في حياتها أو بعد مماتها وما أجمل صور بر الأبناء والبنات بالأمهات وسعادتهم بذلك إنها الجنة المعجلة في هذه الدار الفانية (الدنيا).

فقد سمعت أن بعض الناس يحتفل في يوم 21 مارس من كل سنة ميلادية بما سمي في الغرب بعيد الأم، وقد كان أول احتفال بعيد الأم عام 1908م، عندما أقامت (أنا جارفيس) ذكرى لوالدتها في أمريكا. وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترفاً به في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من نجاحها عام 1914م إلا أنها كانت محبطة عام 1920م، لأنهم صرحوا بأنها فعلت ذلك من أجل التجارة.

ويذكر أن أول من فكر في عيد للأم في العالم العربي كان الصحافي المصري علي أمين مؤسس جريدة (أخبار اليوم)، حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي ‘فكرة’ الاحتفال بعيد الأم قائلاً: (لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه “يوم الأم” ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق). وحسب القارئ أن يعلم بهذه الإشارة إلى منشأ هذا العيد وفكرته.

وهل في ديننا وشرعنا أعياد تخترع بهذا الشكل؟! وهل يكافئ الأم التي احتفى بها الإسلام هل يكافؤها أن يجعل لها يوماً في العام ؟!

إن المسلم والمسلمة قد تعلّما ويتعلما في دينهما – الذي ختم الله به الأديان – أن يحتفي بأمه في كل يوم، سواء أكانت الأم حية أم ميتة.

# أما في الغرب وبلاد الكفر عموماً فيحتفى بها في يومٍ واحدٍ من أيام العام لأنه ليس لهم من الانشغال بها عشر معشار ما لدى المسلمين.. وهو ما يعمل في بداية الثلث الأخير من شهر مارس من كل عام بالتاريخ الميلادي.

فتعجب أن يقلّد بعض المسلمين الكفار في ذلك !!!

فليدرك كل مسلم أن من واجباته ألا يقلد أهل الكتاب في ما اختصوا به.. ولا يجعلهم يظنون أننا مثلهم في وضع الأمهات في دور العجزة والمسنين وما شابه ذلك، بل يعلن لهم أننا نحتفي ونجل ونكرم الأم في كل وقت وكل حين .. وليس لنا إلا عيد الفطر والأضحى ..

ورحم الله القحطاني الأندلسي الذي قال :

قل للطبيب الفيلسوف بزعمه

 إن الطبيعة علمها برهان

أين الطبيعة عند كونك نطفة

في البطن إذ مشجت به المآن

أين الطبيعة حين عدت عليقة

في أربعين وأربعين تواني

أين الطبيعة عند كونك مضغة

في أربعين وقد مضى العددان

أترى الطبيعة صورتك مصوراً

بمسامع ونواظر وبنان

أترى الطبيعة أخرجتك منكساً

من بطن أمك واهي الأركان

أم فجرت لك بالألبان ثديها

فرضعتها حتى مضى الحولان

أم صيرت في والديك محبة

 فهما بما يرضيك مغتبطان

===

حماد

RSS
Follow by Email
Share
alsancak escort
kartal escort
Kamagra
Mrcasino