تعدد الزوجات بين (هداية الإسلام) و(غواية الإعلام)1

إن تعدد الزوجات من الموضوعات التي يحبذ كثرة طرقها ومواصله وذلك للحاجة القائمة إلى التذكير.. وهو تشريع رباني فيه حكم بالغة، وهو هدي نبوي كريم، وعلى ضوء ذلك سارت الأمة على هذا الهدي فظفرت بغُنْمِه ومصالحه الكثيرة، فقلّت أو انعدمت أحياناً العنوسة، ولم يكن سائداً في مجتمعات المسلمين التي عملت بهذا التوجيه الشرعي الكريم أن الأرملة تبقى بدون زوج ولو ترمّلت في سنٍّ مبكّرة، وكذا المطلّقة، ورزق الله في ظلال هذا الحكم الشرعي من تزوّج امرأة لم تنجب فرزقه الله ذرية قرّت بها أعين والديها وعين المرأة الأولى نفسها!! فانشرحت صدور المؤمنين والمؤمنات وأدركت المقاصد المرعيّة في تشريع تعدّد الزوجات، وانتشرت العفّة والفضيلة، وكان ذلك من أسباب حفظ الله لأعراض المسلمين، حتى ظهرت أجيال ارتضى كثير من أهلها أن يتربوا على المسلسلات والأفلام والقصص وغيرها مما ينشر في وسائل إعلام مختلفة، وهي برامج موجّهة قد يكون بعض من يشارك في تقديم أدوارها يدرك كيف ومن أين توجّه وقد يكون لا يدري!!
فأثّرت تلك البرامج وتلك المسلسلات في زعزعة القناعة بهذا الحكم الثابت في شريعة الإسلام ــ ثبوت جبل أحد في أرض مهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة الطيبة، إذ تزعزع لدى كثير من الرجال والنساء، وتنوعت أساليب الغواية الإعلامية لإظهار هذا التشريع الرباني وكأنه شرٌ مستطير وأذى كُبّار!!

وتفنّنت تلك البرامج في عرض سلبيات هي من ممارسات أفراد وأخطاء قومٍ أساءوا لهذا التشريع بتصرفاتهم المنكرة وسلوكهم المشين، وأغمضت الأعين عن الميزات والمصالح المعلومات!! وماذا سيكون الحال لو كان الحكم الشرعي يترك أو يزهّد فيه بناءً على تصرفّات أفراد أخطأوا في تطبيقه؟! وهو أمر يتضح به الهدف المقصود والغاية المنشودة التي عمل لأجلها هؤلاء.
والمؤسف أن بعض الخيّرين والخيّرات يحتكمون إلى عواطف مجردّة أو رغبات نفسٍ أمّارة بالسوء أو مجاملات لا يجرأون على الفكاك منها، فيستجيبون لغوايات بعض وسائل الإعلام التي وافقت أهواء أنفسهم فيتكلمون في حكم شرعي بعيداً عن حال المؤمنين الذين يستسلمون لأحكام الله تعالى الرب الخالق المعبود.
من منّا ينكر المآسي «الاجتماعية» التي تعيشها البيوت والأسر في القرى والحضر في واقعنا المعاصر؟!
كم تعرف أنت أيها القارئ من بيوت امتلأت بالفتيات دون أن يتقدّم لهن أزواج؟!
كم من الفتيات اللائي أصبحن يقلقن لفوات قطار الزواج؟!
وكم من الفتيات المطلقات والأرامل دبَّ في أنفسهن اليأس من الظفر بزوج؟! وكم من رجل تمنّى أن يتزوّج امرأة أخرى وهو بحاجة إلى الزواج إلا أنه لم يستطع أن ينعم بما أباح وأحلّ الله له بسبب الحرب على التعدد من قبل كثيرين وكثيرات في المجتمع؟! وطامّة كبرى أن يلجأ بعضهم إلى الحرام وينتهك الأعراض بسبب ذلك.
هذا شيء من مظاهر وآثار الغواية الإعلامية تجاه تعدد الزوجات، وأما هداية الشريعة ونورها في التوجيه بهذا الحكم فيظهر في الخلاصة التالية :
في كتاب الله العزيز نقرأ: «وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا».
وإن من المقاصد الشرعية التي لأجلها شرع الإسلام تعدد الزوجات ما يلي :
1/ التعدد سبب لتكثير الأمة، ومعلوم أنه لا تحصل الكثرة إلا بالزواج. وما يحصل من كثرة النسل بسبب تعدد الزوجات أكثر مما يحصل بزوجة واحدة.
ومعلوم لدى العقلاء أن زيادة الأعداد سبب في تقوية الأمة، وزيادة الأيدي العاملة فيها مما يسبب ارتفاع الاقتصاد، ويقال للذين يزعمون أن تكثير البشرية خطر على موارد الأرض وأنها لا تكفيهم، فإن الله الحكيم الذي شرع التعدد قد تكفّل برزق العباد وجعل في الأرض ما يغنيهم وزيادة، وما يحصل من النقص فهو بسبب الإنسان نفسه.
2/ تبين من خلال الإحصائيات أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال، فلو أن كل رجل تزوج امرأةً واحدة فهذا يعني أن من النساء بل كثير منهن ــ من ستبقى بلا زوج، مما يعود بالضرر عليها وعلى المجتمع. أما الضرر الذي سيلحقها فهو أنها لن تجد لها زوجاً يقوم على مصالحها، ويوفر لها المسكن والمعاش، ويحصنها من الشهوات المحرمة، وترزق منه بأولاد تقرُّ بهم عينها.
وأما الضرر العائد على المجتمع فمعلوم أن هذه المرأة التي ستجلس بلا زوج وهذا له آثاره التي لا تحتاج إلى ذكر.
والتتمة في الحلقة التالية إن شاء الله.

RSS
Follow by Email
Share
alsancak escort
kartal escort
Kamagra
Mrcasino